حسنا ما فعله الداعية الاسلامي الشيخ محمد حسان. بدعوته الكريمة لتكاتف المصريين تحت مسمي; المعونة المصرية ليساهم كل شخص بمبلغ10 جنيهات,
لتكون بديلا عن المعونة الامريكية الملعونة. والتي كانت سببا في التدخلات والاملاءات, وفرض الوصاية من أمريكا, والمتعاملين معها وحوارييها في الاعلام والمنظمات الحقوقية ومن يدافعون عنها صباحا ومساء نظير ما يتقاضونه من عمولات وأموال.
المصريون باستطاعتهم جمع المليارات, حتي تتخذ الدولة قرارأ نهائيا بالاستغناء عن المعونة الامريكية, والتي تستقطع منها الولايات المتحدة منذ سنوات ما تريد, لدعم هذة المنظمات وغالبيتها تعمل لمصلحة أمريكا, فالمصريون الذين ينتشرون في مختلف الدول, يمكنهم المساهمة في هذا المشروع الوطني, والذي يتطلب فتح حساب موحد في أحد البنوك, ليمكن تقديم هذة المساهمات من خلاله, أو عن طريق السفارات المصرية, فكلنا سنسارع لرد الجميل لوطننا الذي نحبه وندافع عنه ضد محاولات الاحتلال الامريكي. الشعب المصري لديه القدرة والقوة علي صنع المعجزات, وبإمكانه ان يفعل ذلك في أيام قليلة, وسيكون في الحسابات البنكية ضعف المعونة الامريكية الملعونة. وهنا سنقول لهم: لا نريد منكم أموالا وكفاكم التدخل في شئوننا تحت مزاعم الديمقراطية التي لم تحققوها في العراق أو أي مكان, فهذه المبادرة المباركة ستعيد الكبرياء للدولة العظيمة, مثلما تحرك قاضيا التحقيق وأحالا المتهمين الامريكيين والمصريين للمحاكمة الجنائية. فالقاضيان لم يتعاملا مع القضية من منظور سياسي, ولكن جنائي خالص, ولم تتجاوب الدولة ممثلة في المجلس العسكري مع التدخلات الامريكية الفجه لوقف التحقيقات ومنع إجراءات التفتيش القانونية لمقار المنظمات الامريكية. البعض يخشي من ان طلب مصر وقف المعونة سيكون مقدمة لالغاء معاهدة السلام مع إسرائيل, كامب ديفيد, والتي بين بنودها تقديم المعونات العسكرية والاقتصادية للبلدين الموقعين علي المعاهدة ولهولاء نقول: إن السلام خيارنا ومصر لن تعتدي علي أحد, لكنها ستدافع عن نفسها إذا تعرضت ـ لاقدر الله ـ لاي أعتداء, وليس معني الاكتفاء الذاتي وعدم الحاجة للمعونة الامريكية أن يكون نقضا للسلام, فالهدف هنا كبح جماح أمريكا, التي لا تكف عن التهديد والوعيد, ويثور صقورها وحمائمها في الكونجرس من اللوبي الصيهوني لصب جام غضبهم علي وطننا, الذي اصبح حرا ولايقبل التدخل في شئونه, وسيستمر المصريون في هذا التحدي كل عام لانقاذ الاقتصاد ورد الجميل للوطن, ووقتها سيكون ذلك لطمة لامريكا وصفعة لغطرستها.
بقلم احمد موسى
الأهرام 15 فبراير 2012 م.