حتي منجم الذهب الذي غطي إنتاجه احتياجات قدماء المصريين واستخدموه في مختلف أوجه الزينة وعلي رأسها كنوز توت عنخ آمون
التي قدروا كمية الذهب المستخدم فيها بأكثر قليلا من طن, أقول حتي هذا المنجم الذي فرحنا باستغلاله يبدو أن عائد مصر منه ليس مأمونا. فمنذ عشرة أيام ثار عمال منجم السكري للذهب ـ الذي يقع علي بعد30 كيلو مترا من مرسي علم ـ علي الإدارة الاسترالية التي تدير العمل في المنجم بعد أن طفحت بهم الشكوك في الطريقة التي يتم بها إنتاج المنجم.
وقد زرت هذا المنجم قبل نحو عشر سنوات مع أعضاء لجنة الصناعة في مجلس الشوري, وكانت سعادة ما بعدها سعادة أن نشهد العمل في هذا المنجم ونري بريق ذرات الذهب اللامعة في عروق الركام الخام المستخرجة من جبل المنجم, وقيل لنا إن مصر ستصبح في خلال سنة واحدة دولة منتجة للذهب, وان اول سبيكة ذهبية ـ حسب تصريحات سامح فهمي وزير البترول الاسبق وقتها ـ سيتم إنتاجها خلال شهور قليلة, إلا أن هذه الشهور أصبحت سنوات, وخرج سامح فهمي قبل أربع سنوات يقول إن المنجم بدأ الإنتاج بنحو ثمانية كيلو جرامات في اليوم أي نحو2 طن في السنة, ومن حسن حظنا ارتفاع سعره العالمي مما يعني زيادة مواردنا لكننا لم نسمع عن هذه الموارد. وحسب شكوك العاملين فإن عروق الخام التي تستخرج علي شكل اسطواني بقطر نحو عشرة سنتيمترات يتم شحنها إلي الخارج لفصل الذهب عن الركام ثم إعادة الناتج من الذهب الي مصر لاقتسامه بين الدولة ممثلة في هيئة الثروة المعدنية والشريك الأجنبي. ويبني العاملون شكوكهم علي التكلفة العالية التي تحسب لتنقية الذهب بالخارج, وعلي عدم الاطمئنان الي الكميات التي تعود لمصر, واضيف وعلي استغلال المعادن الأخري الموجودة في ركام الخام, لأنه لا يحدث أن يوجد الذهب وحده بل لابد من وجود معادن أخري علي رأسها الفضة والبلاتين. وبدون أي تشكيك يجب أن تكون هناك شفافية كاملة نعرف منها بوضوح أين يذهب ذهبنا؟!
مجرد رأى
بقلم صلاح منتصر
الأهرام 23 يناير 2012 م.