هذه سلسلة جديدة باسم " يوميات "
لن أشرح كثيراً ولكن نتابع
- عايزين نبيض البيت يا حمادة..
*خبر إيه يا عم أنت شايفني مبيض محارة؟؟
-هههه عارف ياسيدي بس أكيد انت تعرف حد عشان أنا مليش في المواضيع دي..
*والله معرف حد ده حتى البيت عندنا بيضناه أنا وعامر..
- ههههههههه لا والله وتقولي إنك مش مبيض محارة هههههه
*لا يا حلو ده هم شوية جير جبناهم وخلطنا عليهم اللون وقعدنا نطلص في الحيطان
- الله ينور عليك أهو ده اللي أنا عايز أعمله
هكذا انتهى اليوم..بعد سهرة من ليالي زمان مع رفيق العمر " علي حسن الطويل"..علي ..الزهرة التي منها نبع رحيق البستان..الشمعة التي دون احتراق أضاءت الوجدان..ينبوع الحنان الذي وُجد في زمن قلما يوجد فيه مثله إنسان..
في الصباح الباكر جاءني ..بعد أن عقدنا النية ليلة الأمس أن نقوم سوياً بدهان جدران منزل الحاج حسن الطويل..ذلك البيت الذي نلت شرف ملامسة جدرانه بأكملها..ذهبنا إلى حيث نشتري مكونان الدهان من جير وبويا وغيرها..وحين الرجوع ناداني الحاج حسن:
- انت وعلي اللي هتبيضوا البيت يا محمد؟؟
- أيوة يا حج..
- طيب ربنا يستر..
- متخفش يا حج هههه..
- لا لازم أخاف أصل انت وعلي مش فالحين في حاجة وجايين تجربوا النجاح على قفايا وأكيد هتبوظوا الحيطان..
- هههه يعني يا حج هتبوظ أكتر من كدة إيه تاني؟؟
يضحك الحاج حسن طويلاً ويبارك لنا بدء مهمتنا..ولما كنت أنا الصنايعي نمبر ون كان حتماً أن أرى نفسي ولو ليوم واحد أعلى قيمة من رفيق الدرب..
- يلا ياد هاتلي حاجة نخلط في الجير..
- طيب يا عم الزعيم انت هتعملي فيها برم من أولها..
- هتجيب بسرعة ولا أسبلك الجير وأمشي..
- لا هجيب مانا اللي جبته لنفسي.
جاء علي بالطشت ووضعه في منتصف البيت..قمت بوضع الجير داخله وطلبت من رفيقي إحضار الماء وبمجرد سكوبه على الجير شعرت أننا داخل محجر كبير..الطشت تحول لفوهة بركان ثائر وتعالت أعمدة الدخان في كل مكان..الخالة أم علي تنادي من بعيد :
- إيه يا علي اللي عندك ده..؟؟
- ده جير يامي ..
- جير إيه يابني؟؟..
- هيكون جير إيه يا خالتي يعني : جير جير هههههه
الجميع يضحك..طيب بالراحة يابوي أحسن تتعوروا.
انتهينا من خلط التشكيلة الجهنمية التي سنبدأ بها مهمتنا..هاتلي جردل ياد انت..
-أف مش هتخلص طلبات؟؟..
-هات جردل ولا عايزني أخد بالحفنة وأحط على الحيطان يعني؟ أخلص يلا..
-يامي عايزين جردل..
-ما عندك يابوي الجردل البلاستيك في الحمام..
ملأت الجردل وبدأت بدهن الجير على أسفل الحائط في الغرفة الأخيرة بمؤخرة البيت..
-هات السلم يا عم أنت عشان أطلع أعمل الحيطة من فوق..
-أوعى يا محمد هات الفرشة دي أنا هعمل أنا وأنت تقعد تجبلي الطلبات انت بتضحك عليا يا عم ومررني معاك..-هتروح تجيب السلم غصب عن بوزك( يا حج خلي علي يساعدني قاعد ومش راضي يعمل حاجة) ..
-لا والله يا بابا ده هو اللي كل شوية يقول هات دي وهات دي..
-طب هاتله يا علي مش هو الصنايعي..
-هههههه يلا ياد جيب السلم بسرعة وتعالى.
وضع رفيقي السلم وبدأت الصعود وبمجرد وصولي لنهايته طلبت من علي أن يناولني الفرشاة..
-ياخي دانت ممل ما تاخدها معاك وأنت طالع ..
-أخلص وبطل لك..
علقت الجردل بأحد جوانب السلم وما إن مسكت الفرشاة التي أعطاها لي رفيقي حتى هرب الجردل من يدي..وباصطدامه بالأرض تحول إلى بقايا جردل..وباظ الجير..
-يا مصيبتي كسرتوا الجردل؟؟ ...الخالة أم علي تندب حظها وحظنا وحظ الجردل..
بعد يوم ملئ بالضحكات انتهينا من دهان جميع الجدران بالجير..وبما انني خبرة في الصنعة قلت لصديقي الحمد لله لقد انتهينا..
-انتهينا مين يا عم أنت هو احنا حطينا غير الجير..
-أيوة يا علي ما هو النهاردة الجير وبكرة اللون..
-اشمعنا يافتك..
-عشان الجير ينشف ع الحيطة ويبقي ناصع البياض ولما نحط اللون عليه بكرة يبقي مزهزه زي البفتة
-...يعني انت طلعت روح" ..." ...عشان نقعد اليوم كله نحط جير بس؟؟
-لا والنبي كنت هاجي أدوسلك على زرار التبييض قام البيت فجأة يتلون.....
ههههه يضحك رفيقي رغم مرارته مني .
غداً سنخلط اللون وسيفسد رفيقي جردلاً آخر
إلى اللقاء في يوم جديد
محمد حافظ