ممكن شوية كاكولا يابنى ... معلهش انا ريقى ناشف
لم افكر كثيرا ودفعت الزجاحة اليه ودعوته ان يشربها كلها ...
شكر لي تصرفى معه وهو يصب الشراب داخل فمه وكأنه يطفى نيران نشبت بالداخل ..
انتظرت حتى ينتهى من الشرب وسألته سؤال كان يلح عليا كثيرا وهو لماذا اتى هذا العجوز الى مركز الشرطة واى جريمة ممكن ان يقترفها وقواه متهالكة وهو يكاد يتحامل على نفسه وهو يسير على الارض ..و لوكان متهم لماذا يتركوه حرا فى المركز حيث لا توجد كلابش بيده ولا حراسة ؟؟!!
والسؤال لم يستطع بعد مقاومة الفضولية التى طردته شر طرده خارج فمى ..
ايه الى جابك هنا ياحاج ؟؟
شاهد يابنى شاهد
اجابنى بسرعة حتى لا اشك بأنه متهم ..
ثم سالته سؤال اخر
طاب ليه قاعد هنا ممكن تنزل تحت تشرب مية ولا حاجة انا شايف ريقك ناشف وشكلك مشريتش ميه ختى
يابنى انزل ازاى العسكرى قالى ماتتنقلش من هنا لحد الظابط مايندهلك والا هيحبسنى واديلى فى المرار ده يمكن اسبوع اجى الصبح واروح باليل
وكدت ان اسأله عن الحادث لولا جاء عسكرى كان ينظر الينا من بعيد وطلب منى ان ابتعد عنه وطلب منه التوجه الى حضرة الظابط وهو يسخر منه بطريقة فظه لابتلاعه الشراب الذى اعطيته اياه بطريقة جعلتنى اشك فى صدق العجوز وانه لابد متهم وليس شاهد
قسألت العسكري هو الراجل العجوز ده متهم فيه ؟؟
قال لي : خليك فى حالك يا أستاذ
انا بس بسالك لانى متعجب ازاى رجل زى ده فى السن ده ممكن يرتكب جريمة
قالي هو ابن ال...(تييييييييييييت) يقدر يعمل حاجة هو شاهد مش متهم
يالهووووووووووووووووووووى كل ده وطلع فعلا شاهد..
هذة الواقعة حدثت وتخدث فى جميع مراكز الشرظة بمصر حيث يعامل الشاهد كمتهم وكانت هذة القصة نقلا عن صديق لي بقرية حمزاوى من اكثر من خمس سنوات .. وطننت انه يبالغ نوعا ما الى ان عاصرت بنفسي قصة مشابهة بالشارقة حيث حكى لى زميلى بالعمل واقعة حدثت له بعد منتصف اليل حينما شاهد فتاة ليل تلقى بنفسها من الدور الثامن فقام على الفور كأى شخص مصرى اصيلا بألقاء الغطاء على جسدها العارى المهشم واتصل بالشرطة والاسعاف وبعدما تم نقل الفتاة الى المشتشفى وهى بللا روح احتجزته الشرطة اكثر من يوم كامل للادلاء باقواله فى البداية بصفته متهم ثم احتجزت جوازه بعدما تأكدت من ثبوت براءته ولمكنه لم تتركه فى حاله حيث كانت تستدعيه من حين لاخر
عندما حكى زميلي قصته ادركت ان الامر لايخص مصر فقط ولكنها طالت العالم العربي كله وكأن الشرطة تطلب منا الابتعاد عن اى حادث حتى لا نصبح بقدرة قادر شاهد برتبة متهم
فأدركت لماذا نسمع دائما من من هم بصحبتنا عندما نرى شجار او جريمة نصب اعيينا كلمات من نوع "مالناش دعوة " "خليناف حالنا " انت مالك " حتى انتشرت الجرائم واصبحنا مكتوفى الايدى خوفا من ان تورطك الشرطة فى الجريمة او على الاقل تصبح شاهد ولكن برتبة متهم ..